التطور عرض ونقد [1]

بسم الله الرحمن الرحيم 

هذه السلسلة من المقالات سوف اقوم فيها بعرض الادلة التقليدية لنظرية التطور والرد عليها حتى تتكون فكرة جيدة لدينا عن ما هي نظرية التطور ولماذا نرفضها 
وقبل البدأ بعرض الادلة لنبين ما هو التطور الدارويني وكيف يحدث التطور في هذه النظرية

ما هو التطور :

التطور كنظرية يقصد بها ان الكائنات الحية على سطح الارض تمر بعمليات مختلفة تؤدي الى انتاج كائن مختلف عن الكائن الاخر ويعبر عنه بالنوع
فنظرية التطور تتصور الحياة كما يلي شجرة كبيرة من الكائنات كل فرع منها يمثل نوع وكلها من نفس الشجرة الواحدة .

كيف يحدث التطور : 
يقدم التطوريين مقدمتين لتفسير ظهور الانواع 
المقدمة الاولى : ان الحمض النووي وهو الجزء من الخلية المسؤول عن صفات الكائن الحي يتغير 
المقدمة الثانية : ان الحمض النووي اذا تغير بشكل كافي سوف نصل الى نوع جديد

بعد هاتين المقدمتين يذهب التطوريين لكلام عن الانفصال الجنسي ولتقريب الفكرة لنضرب مثال معين :
مجموعة من الكائنات الحية تعيش في كهف حدث انهيار في سقف هذا الكهف فنفصلت المجموعة الى مجموعتين صغيرتين الاحماض النووي لكل المجموعتين سوف تستمران بالتغيير مع الزمن نتيجة لذلك التغير سوف تظهر صفات جديدة في كلا النوعين ومع الزمن سوف يتغير الحمض النووي بين المجموعتين الى درجة كبيرة بعد فترة من الزمن العائق الذي كان يحول ببين المجموعتين سوف يزول بشكل ما عندما يرجع اعضاء المجموعة الاصلية سوف يكونون اعضاء بأشكال مختلفة تماماً وصفات مختلفة وعندها لن يحصل اي تزاوج بين افراد المجموعتين الاصليتين وان حدث اي تزاوج فأما لن ينتج اي ذرية او ان الذرية الناتجة سوف تكون عقيمة
هناك طرق اخرى للحصول على هذا الانفصال كان جزء من المجموعة للبحث عن الطعام وتبقى منفصلة عن المجموعة الاصلية
كما انه هناك طريقة اخرى لا تتطلب الانفصال بين افراد المجموعة مناطقياً كأن تظهر صفتين متطرفتين في افراد النوع

على سبيل المثال ان هناك افراد من المجموعة تظهر فيهم صفة تجعلهم اكبر حجماً بينما تظهر صفة تجعل باقي الافراد اصغر حجماً
الاختلاف المتطرف بين الصفتين سوف يقطع امكانية حصول تناسل بين الافراد ذوي الاحجام الكبيرة والافراد ذوي الاحجام الصغيرة وبالتالي تقسم المجموعة الى قسمين منعزلين جنسياً عن بعضهم البعض .
بعد ان حصل افراد كل مجموعة جديدة على صفات معينة سوف تبدأ عملية اخرى والتي تسمى بالاصطفاء الطبيعي

الاصطفاء الطبيعي : 
لنضرب مثال من واقعنا العملي يبين معنى الاصطفاء اولاً ثم نتكلم عن الاصطفاء الطبيعي 
كلنا نعرف انه راعي الغنم يختار مثلاً الخروف الذي يكون صوفه اكثر واسمن لكي يتزاوج مع الاناث وبهذه الطريقة يظمن ان الذرية سوف تحمل صفة هذا الخروف فتكون ذات صوف اكثر وتكون سمينة وايضاً مربي الطيور يختار طيوراً تحمل ريش جميل لكي تتزاوج مع الاناث وبهذه الطريقة تكون الطيور الجديدة كلها تحمل ريش جميل هذا ما يسمى بالاصطفاء الصناعي مسيطر عليه من قبل الانسان لأنتاج صفات مفضلة له 
اما الاصطفاء الطبيعي فيستعمل نفس الفكرة ولكن يجعل المسيطر على الاصطفاء هو كفائة الكائن فمثلاً لنتصور ان هناك اسماك تهاجر الى اماكن بعيدة للتزاوج بهذه الطريقة لن يصل الى المكان المخصص للتزاوج الا الافراد الاقوياء القادرين على اجتياز تلك المسافة الطويلة وبهذا يكون اعضاء المجموعة كلهم يحملون صفة القوة 
لنتصور ان في الاسود الذكر الاقوى هو الذي يحضى بفرصة للتزاوج مع الانثى ولا يمكنه ان يفعل ذلك ويثبت قوته الا بقتال اسد اخر ويبقى هذا الاسد هو المسيطر على القطيع الا ان يأتي اسد اقوى ويقم بهزيمته وهو الذي يصبح مسيطر على القطيع بهذه الطريقة سوف تكون الذرية دائماً هي الاقوى 
مثال اخر لنفترض ان دببة تعيش في مكان وكانت المجموعة تنقسم الى دببة لها فرو ضخم ودببة لها فرو صغير الشتاء والبرودة كفيلة بأن تقضي على الدببة التي لها فرو صغير وبالتالي لن ينجوا الا الدببة ذات الفرو الضخم

فأذا المقصود من الاصطفاء الطبيعي ان الصفات الجديدة التي يكتسبها الكائن اذا كانت مفيدة للكائن فسوف ينجح في اعطائها للجيل الذي يلي
واذا كانت سيئة سوف تقضي على الكائن وبالتالي لن ينجح بتعبيرها الى الجيل القادم 

بهذه الطريقة يمكن للتطوريين تفسير ملائمة كل حيوان لبيئته فالدببة الشمالية تقدر على العيش في مناطقة باردة لأنها توارثت الصفات الناجحة وهي الفرو الضخم والصقور تستطيع الطيران لرتفاعات عالية ولمسافات طويلة لأنها توارثت الصفات الناجحة عند ابائها

لكن كما نعرف ان النظرية مهما كانت انيقة فهي ليست علمية وليست واقعية بدون ادلة وعليه في المقالات القادمة ...

والحمد لله رب العالمين .