دليل الحدوث -مفصل-

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين



هذا الدليل هو أحد أهم الادلة على وجود خالق وقبل أن ندخل في توضيح البرهان يجب أن نذكر أهم المصطلحات التي سوف نستعملها و نعرف معانيها :

1- حادث : كل ما له بداية

2- أزلي : كل ما ليس له بداية وليس خاضع للزمن

3- السببية : اعتماد الشيء [1] في وجوده على الشيء[2] حاجة الأثر إلى مؤثر حاجة السبب إلى مسبب .





والبرهان هو كالتالي :



1- كل ما هو حادث يحتاج الى مسبب

2- الكون حادث

3-إذن الكون له سبب



ونأتي الآن لمناقشة المقدمات واحدة واحدة




ما الدليل على أن كل حادث يحتاج الى مسبب ؟



الدليل هو عقلي نحن نعرف أن فاقد الشيء لا يمكن أن يعطي ذلك الشيء لا لنفسه ولا لغيره ويحتاج الى مصدر خارجي يعطيه الشيء المفقود فإذا طبقنا نفس الامر على الوجود فتصبح القاعدة فاقد الوجود لا يمكن أن يعطي الوجود لا لنفسه ولا لغيره ويحتاج الى مصدر خارجي للوجود

وبما أن موضع النقاش هو الكون فلا يوجد في الكون ما يميزه لكي يكون بلا سبب ولو قلنا أن الكون مستثنى من هذه القاعدة فذلك يعني أن السببية ليست قانون مطلق وهنا يجب أن نبرهن أن كل شيء داخل الكون يحتاج إلى سبب فمثلاً يمكن أن نجد نمر خرج إلى الوجود في الغرفة بدون سبب أو نجد دراجة هوائية خرجت للوجود من العدم وليس أمام الشخص الذي يرفض السببية للكون الا أن يثبت لنا لماذا النمر يحتاج إلى سبب ولماذا الدراجة الهوائية تحتاج إلى سبب بينما الكون لا يحتاج إلى سبب على المنكر للسبب للخالق يجب أن يقدم جاوب لهذه الاسئلة .

ولا يمكن الاجابة الا من خلال القول أن السببية قانون مطلق




ما الدليل على أن الكون حادث ؟

الأدلة على أن الكون حادث اي له بداية كثيرة جداً منها ما هو فلسفي ومنها ما هو علمي تجريبي

الادلة الفلسفية العقلية :

1- امتناع اللانهائية الحقيقية :

الكون كما نعرف هو مجموعة من الأحداث على شكل سلسلة لنفترض أن السلسلة هذه تستمر إلى ما لا نهاية في الماضي ماذا يعني ذلك ؟ هذا يعني أن الكون يمثل ما لا نهائية حقيقية والمقصود اللانهائية حقيقية اي أن هناك مجموعة من الأحداث و نسميها المجموعة A المجموعة اي تمثل مجموعة لا نهائية من الأحداث تستمر في الماضي وسوف تستمر في المستقبل هذا يمثل تعارض عقلي والتقريب التعارض نستعمل هنا التمرين الفكري لعالم الرياضيات ديفيد هيلبرت حيث يقول : تخيل أن لديك فندق يتكون من غرف لا نهائية وكل هذه الغرف اللانهائية محجوزة من قبل أشخاص عددهم لا نهائي الآن تخيل أن ضيف جديد جاء للفندق هناك خيارين أمام صاحب الفندق تجاه ذلك الضيف الجديد الاول أن يقول له عفواً لا نملك غرف فارغة ولكن الرياضيات تخبرنا أنه يمكن حل مشكلة الضيف الجديد عبر تزحيف الضيوف غرفة واحدة إلى الأمام فالضيف في الغرفة 1

ينتقل إلى 2

و2 ينتقل إلى 3

و 3 إلى 4

وهكذا هذا يعني سوف تتوفر غرفة واحدة للضيف الجديد لكن كيف يمكن ذلك ؟ الأمر لا يبدو معقول لأنه قبل أن يأتي ذلك الضيف كانت كل الغرف محجوزة فحتى يمكن أن يدخل شخص جديد لابد أن يخرج شخص من الفندق وهذا يعني أن فكرة وجود مجموعة لا نهائية فكرة غير معقولة فكرة متناقضة مع نفسها بل وان الموضوع يزداد سوءً حيث أن صاحب الفندق يمكنه أن يفعل حيلة رياضية اخرى توفر له عدد لا نهائي من الغرف الفارغة فمثلاً إذا نقل صاحب كل غرفة إلى غرفة تعادل ضعف الغرفة التي يسكن فيها  

1 يذهب إلى 2

2 يذهب إلى 4

3 يذهب إلى 6

وهكذا سوف تتوفر غرف ما لا نهائية لاستقبال عدد لا نهائي من الضيوف داخل الفندق مع أن كل الغرف محجوزة ومع أن عدد الضيوف لم يقل ,التعارض واضح جداً فهل يوجد عاقل يمكنه القول أن هكذا فندق يمكن أن يوجد ؟ بالطبع لا  هذا يجعلنا نفهم أن فكرة وجود عدد لا نهائي من الأحداث هو امر مستحيل عقلاً ولو طبقنا الامر على الكون ايضاً سوف يصبح وجود الكون منذ ما لا نهائية امر مستحيل عقلاً

هنا لابد أن نرد على إشكال قد يرد وهو القول إذا كان عدد لا نهائي من الأشياء يستحيل أن يوجد فكيف تؤمنون بأله مطلق الرحم مطلق العلم مطلق القوة وما شابه ؟ وللجواب على هذا الإشكال اننا قلنا أن اللانهائية الحقيقية هي مجموعة من الأشياء مثل مجموعة الأرقام الطبيعية لكن عند الكلام عن الخالق فنحن لا نعتقد انه مكون من اجزاء لا نهائية أو أن قوته تنقسم إلى اجزاء لا نهائية أو أن رحمته تنقسم إلى اجزاء لا نهائية بل نحن نتكلم عن كونها مطلقة من حيث النوعية لا العدد بمعنى : المطلق في صفات الخالق ليس مطلق رياضياتي حتى يمتنع مثل اللانهائي العددي .



2- امتناع التسلسل :

كما قلنا سابقاً أن الكون عبارة عن احداث متسلسلة أدت إلى وجودنا الحالي و كتابتي لهذا المقال الان لو فكرنا أن قبل أن الكتب هذا المقال كان هناك عدد لا نهائي من الأحداث المتسلسلة فهذا يعني أن هناك أحداث لا نهائية يجب أن تحدث حتى استطيع أن اكتب هذا المقال ومن كلمة لا نهائية أي لا يمكن أن تنتهي هذا يعني أن كتابتي للمقال سوف تصبح مستحيلة لأن الشرط لا ينتهي وبالتالي لن اكتب المقال هذه لكن لأنني أكتب المقال اذا هناك عدد نهائي من الأحداث حصل قبل كتابتي لهذا المقال  هناك امثلة اخرى يمكننا تقريب الصورة من خلالها احدها هو مثال الجندي لو كان هناك جندي يريد أن يطلق النار وليفعل ذلك فهو يحتاج إلى أن يأخذ اذن من ضابط اعلى منه وذلك الضابط يأخذ اذن ضابط آخر لكن عدد الضباط لا نهائي هذا يعني أن الجندي لن يستطيع أن يطلق النار لأنه ببساطة عدد الضباط لا نهائي ولو طبقنا الأمر على الكون فإن الكون اذا كان لا نهائي وهذا يعني أن هناك عدد لا نهائي من الأسباب يجب أن تحدث في الماضي قبل أن يحدث الحاضر وهذا يجعل حدوث الحاضر امر مستحيل .



3- حاجة السلسلة إلى مسبب :

بما أن الكون عبارة عن أحداث متسلسلة يكون بعضها سبب في وجود الآخر هذا يعني أن هناك علاقة سببية بين كل حدث وآخر يمثل فيها الحدث الثاني علة الحدث الأول وهكذا بمعنى كل حلقة من حلقات السببية تحتاج إلى الحلقة التي قبلها لكي توجد هذا يعني أن كل الحلقات هي محتاجة إلى علة ولا يوجد فيها اي حلقة غنية بذاتها عن تلك العلة وبالتالي السؤال يكون ما الذي يعطي للسلسلة كلها صفة الوجود ؟ احد الامثلة البسيطة للتقريب :

تخيل أن 1 = شيء غني بذاته لا يحتاج إلى مسبب

و 0 = شيء يحتاج إلى مسبب

هذا يعني أن الكون سوف يكون سلسلة لا نهائية من الأصفار

0,0,0,0,0,0,......

لكن مهما وضعنا من اصفار فلن ينتج لنا 1 بل سوف تبقى اصفار لو طبقنا الأمر على الكون فإن كل الاحداث في الكون هي محتاجة وليست غنية عن المسبب وبالتالي الكون عبارة عن أصفار تحتاج إلى 1 وهذا ضد فكرة أن الكون موجود إلى ما لا نهاية .



الادلة العلمية :

استمر العلم في القرون الماضية بفكرة أن الكون ازلي ولا يتغير الا أن قدم أينشتاين نظريته عن الجاذبية "النسبية العامة" أحد أهم شروط النظرية هو أن الكون متغير وليس ثابت وبناء على ما قدمه اينشتاين قام العالم الروسي الأكساندر فريدمان بكتابة معادلاته التي سميت بأسمه ما يهمنا الآن هو معادلته الثانية وهي :




أهم ما في هذه المعادلة هو المعامل a حيث انه يمثل عامل الحجم في الكون فحسب معادلة فريدمان الكون يزداد حجمه مع الزمن ولكن لو عكسنا الزمن ورجعنا إلى الخلف فهذا يعني أن الكون يتناقص إلى أن يصل حجمه صفر في الحالة صفر فأن أي مكون من مكونات الكون لا يقدر أن يتقلص ليصبح حجمه صفر سوف يتحطم لتقريب الفكرة

تخيل أن الكون عبارة عن مدينة والعمارات تمثل المجرات الكونية تخيل الآن أن حجم المدينة تقلص فإنه بلا شك العمارات اما تتقلص ايضاً أو تتحطم في حالة أن الكون صفر فأن كل شيء في الكون اما يكون حجمه صفر أو يتحطم وبهذا فنحن أمام لحظة ينولد فيها الكون واليوم هذه النظرية هي الشائعة ولا خلاف فيها إلا أنه هنا من يبحث عن كيفية حصول البداية    






ويؤكد هذا الامر العديد من العلماء منهم عالم الفيزياء بول دافيس :


most cosmologists think
of the initial singularity as the "beginning" of the universe. On this view, the
big bang represents the creation event; the creation not only of all the matter and
energy in the universe, but also of spacetime itself. [1]

الترجمة :

معظم علماء الفيزياء الكونية يعتقدون أن المتفردة البدائية على أنها بداية الكون حسب هذه النظرة فإن الانفجار الكبير يمثل لحظة الخلق خلق ليس فقط المادة والطاقة في الفضاء ولكن المكان والزمان ايضاً



ويقول ستيفن هوكينج ايضاً :


All the evidence seems to indicate, that the universe has not existed forever, but that it had a beginning, about 15 billion years ago.[2]

الترجمة :

جميع الادلة تشير إلى أن الكون لم يكون موجود للأبد ولكن انه بداء قبل حوالي 15 مليون سنة



فمن خلق الله ؟



هذا السؤال يتم طرحه على المؤمنين حين يقدم برهان الحدوث فيقال له حسناً اذا إذا كان الكون يحتاج خالق فمن خلق خالقك ؟

وللجواب على هذا السؤال يجب ان ننبه اننا لا نقول كل شيء يحتاج الى خالق بل نقول كل ما هو حادث أي له بداية يحتاج إلى خالق ونحن لا نقول ان الخالق له بداية بل نقول ان الخالق ازلي غير خاضع للزمن هو خالق الزمن



والدليل على ذلك هو بطلان التسلسل

ما المقصود من التسلسل ؟

المقصود هو أن الأشياء تستمر واحد يخلق الآخر الى ما لا نهاية  يعني الكون خلقه خالق وذلك الخالق خلقه خالق وهكذا الى ما لا نهاية

هذا يسمى بالتسلسل وهو باطل لسببين :

السبب الأول :

أن التسلسل يقتضي عدم الحصول, تخيل معي ان هناك جندي يريد أن يطلق النار ولكن حتى يطلق النار يجب عليه أن يأخذ إذن الضابط الاعلى منه وذلك الضابط يحتاج أن يأخذ أذن الضابط الاعلى منه ونستمر بهذه العملية الى ما لا نهاية عندها الجندي لن يطلق النار لأنه ببساطة عليه أن يأخذ إذن عدد لا نهائي من الضباط لو طبقنا نفس الأمر على الكون فالكون إذا كان يحتاج إلى عدد لا نهائي من الخالقين أذن لن يخلق الكون  وبما أن الكون مخلوق اذا هو ينتهي عند خالق لا خالق له خالق أزلي

السبب الثاني :

اننا ذكرنا سابقاً ان الشيء يأخذ صفة أجزائه فلو تصورنا أن سلسلة الخالقين هي سلسلة أشياء حادثة لها بداية اذا السلسلة نفسها لها بداية وهذا يضرب التسلسل وعليه يكون التسلسل باطل ولابد أن نتوقف عند خالق أزلي ويكون السؤال عن من خلق الخالق سؤال غير صحيح لأنه ببساطة ازلي ليس له بداية وبالتالي ليس مخلوق حتى يحتاج الى خالق  .




لم لا يكون الكون هو نتاج قوة طبيعية ؟



هناك عدة أسباب تثبت أنه لابد من وجود خالق :

السبب الأول:

ما ذكرناه من بطلان التسلسل فلو سألنا من خلق تلك القوة الطبيعية ؟ سوف يكون الجواب قوة طبيعية اخرى ولو سألنا من خلق تلك القوى الطبيعية الأخرى سوف يستمر التسلسل وهذا باطل كما قلنا سابقاً  او يعترف بوجود خالق بعضهم يحل هذا الاشكال ويقول هي علة طبيعية ازلية وهذا يجعلنا نذهب للسبب الثاني :



السبب الثاني :

ان العلة الطبيعية تسمى علة مجبورة أي علة لا تختار ما تفعل بل الاثر الذي يخرج منها هو اثر مرافق لها دائماً كما أن الحرارة تصدر من النار دائمأً فالنار لا تختار متى تصدر الحرارة بل طالما يوجد نار توجد حرارة ولو طبقنا نفس المفهوم على الكون فاذا كانت علة هذا الكون طبيعية ازلية فذلك يعني انها علة مجبورة كما قدمناً سابقاً وبالتالي يجب أن يكون الكون مرافق لها وبما أنها علة طبيعية مجبورة ازلية الكون سوف يكون مرافق لها ازلي لأنه كما قلنا العلة الطبيعية غير مختارة علة مجبورة وهذا عكس ما نجده على أرض الواقع حيث ان الكون ليس ازلي بل له بداية محددة  على أرض الواقع نجد ان الكون عمر 15 مليار سنة كما قال هوكنج وليس أزلي وهذا يعني امرين اما ان تكون تلك القوة مختارة ازلية وهنا لا فرق بينها وبين الخالق الذي يؤمن به المسلمين

او تكون تلك القوة فعلاً غير مختارة ولكن تدخل طرف ثالث فجعلها تخلق الكون وعندها يتحول النقاش الى الطرف الثالث ذاك






كيف يخلق الله ولا يوجد زمن ؟



هذا السؤال ايضاً يطرح فيقولون انتم تقولون ان الخالق كان موجود ثم بعد ذلك خلق الوجود وهذا يعني انه يوجد زمن حصلت فيه هذه العملية .

والجواب :

السببية لا تشترط وجود الزمن فلا يوجد زمن بين فعل الله وبين وجود الكون الله خلق الكون فالكون خلق لا يوجد فترة زمنية بين صدور الفعل من الخالق وبين وجود الكون

و للتقريب تخيل وجود خاتم في اصبعك عندما تحرك اصبعك يتحرك الخاتم نحن نعرف أن حركة الخاتم هنا هي أثر لحركة الإصبع ولكن لا يوجد فرق زمني بين حركة الخاتم وحركة الاصبع

وهذه تسمى بـ السببية الآنية




من قال ان السببية تنطبق على ما هو خارج الطبيعة ؟



احد الاسئلة التي يتم تكرارها ايضاً هو سؤال نحن نعرف ان كل شيء حادث يحتاج الى مسبب بالتجربة لأننا نجرب هذا الشيء في حياتنا لكن لا دليل على ان هذا الامر ينطبق على الكون وبالتالي أثبتوا لنا أن الكون يحتاج الى مسبب ؟

والجواب على هذا الأمر ان السببية ليست قاعدة تجريبية بل هي قاعدة عقلية وقد سبق وان قلنا ان فاقد الشيء لا يعطيه وبما أن الكون لا يملك الوجود فهو لن يعطي الوجود لا لنفسه ولا لغيره ولو كان يعطي الوجود اذاً أصبح يملك الوجود وأصبح الكون موجود وهذا يثبت أن الكون يحتاج الى مسبب لأنه بدون المسبب لن يوجد الكون




من قال أن الخالق هو الله ؟



احد الاعتراضات التي يقدمها الملحدين بالاضافة إلى الربوبيين أن هذه الحجة إذا ثبتت فهي لا تثبت صحة التصور الإسلامي عن الخالق الذي يسميه المسلمين الله  ونحن نرد على هذا السؤال بثلاث نقاط بلا شك فأن ما يميز الخالق الإسلامي عن باقي الديانات يمكننا وضعه في ثلاث نقاط :

1- أنه خالق مختار  وليس علة مجبورة

2- أنه خالق مهتم بما خلق

3- أنه واحد

4- أنه مطلق  



إذا أثبتنا هذه الثلاث أمور هي إثبات لصحة التصور الإسلامي عن الخالق  وبالتالي جواب لهذا الاشكال بشكل واضح



الصفة الأولى :

لماذا نعتقد أن الخالق شيء مختار لما يفعل وليس علة غير مختارة مجبورة الحجة قبل أن نقدم حجتها هذه مجموعة نقاط يجب أن نفهمها :

العلة تنقسم إلى علة تامة وعلة ناقصة

العلة التامة هي العلة التي تكون كافية بحد ذاتها لإنتاج الأثر بدون مساعدة خارجية

العلة التامة تنقسم إلى علة مجبورة وعلة مختارة

العلة المجبورة علة لا تختار متى تصدر اثرها وبالتالي وجودها = وجود أثرها



بعد أن بينا هذه النقاط فالحجة كما يلي :

الكون موجود منذ مدة محددة وليس أزلي

اذا كان الكون موجود منذ مدة محددة وليس ازلي هذا يعني أن علة الكون ليست مجبورة

هذا يعني أن التفسير الوحيد لأن الكون حادث هو وجود اله مختار اختار أن يخلق ذلك الكون .



الصفة الثانية :

اثبات هذه النقطة سهل جداً :

الخالق لا يمكن أن يكون اقل من خلقه لأنه مصدر صفاتهم

نحن كبشر مخلوقين لذلك الخالق

نحن كبشر نعرف أن الفعل اذا لم يكون خلفه غاية فهو فعل عبثي يدل على نقص في فاعله

لا يمكن أن يكون الخالق غير عارف بهذا الامر لأنه خالقنا

النتيجة أن الخالق لا يفعل العبث لأنه اعظم من خلقه الذين يتنزهون عن فعل العبث وبالتالي لا يمكن أن يكون الخالق غير مهتم بما يخلقه لأن ذلك يقتضي انه خلق الخلق بشكل عبثي  



الصفة الثالثة :

هناك عدة حجج تشير إلى وحدانية الخالق عز وجل سوف أشير إلى حجة واحد فقط

بلا شك انه اذا وجد اكثر من خالق فلابد من وجود المائز بينهما وإلا لم يعد هناك معنى لوجود اكثر من اله

وجود المائز يقتضي أن هناك صفة متوفرة عند احد "الالهة" غير متوفرة عند الآخر أو أن الصفة تختلف من احدهما إلى اخر

الاختلاف يقتضي أن الالهة المتعددة بينهم تفاضل

لا يمكن أن يكون هناك اله افضل من اله لأن الإله بتعريفه هو أعظم شيء يمكن تصوره من كل ناحية  

بالنتيجة : فكرة تعدد الالهة تواجه تعارض منطقي بعكس فكرة الاله الواحد



الصفة الرابعة :

كون الخالق مطلق مبني على حجة سهلة ايضاً :

صفات اما تكون مطلقة أو محدودة

وجود الحدود على أي صفة يعني انها صفة مكتسبة وتوقف الكسب عند ذلك الحد

لا يمكن أن تكون صفات الخالق مكتسبة لأن ذلك يعني أن الخالق مركب من اجزاء وكذلك يعني أن الخالق متغير وكلاهما يخالف فكرة ازلية الخالق

النتيجة : لابد أن تكون صفات الخالق مطلقة وليست محدودة .



هذا والحمد لله رب العالمين .



-------

[1]  Space-Time Singularities in Cosmology and Black Hole Evaporations P.c.w Davies

[2]  http://www.hawking.org.uk/the-beginning-of-time.html

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ازلية الطاقة -محسن-

هل يوجد في القرأن اخطاء املائية او نحوية ؟