وجدت اسلام ولم اجد مسلمين !!!

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين

هذه العبارة يتناقلها اصحاب الدين الخفيف والعقل الاخف دائماً في صفحات الفيس بوك وفي التعليقات وتقريباً لا يخلوا منبر على الانترنيت منها او منبر على ارض الواقع الا ومرت عليه هذه العبارة بل وصل الحال بتناقلها بين الناس اثناء حديثهم وهي تنسب الى اشخاص كثر ولا نعرف من هو القائل الاول فبعضهم ينسبها للوائلي واخر ينسبها للشعراوي المصري..الخ ونريد هنا ان نحلل ونناقش حتى نصل الى فائدة جيدة منها

المحور الاول : ما هو الاسلام المقصود هنا 

بالتأكيد لا يقصد المتكلم بهذا الكلام الاسلام العقدي  وفي عصر الجنون هذا قد نجد من يقصد الجانب العقدي من الاسلام فالفيس بوك اصبح محل للتناقضات العجيبة في الاعتقادات والمقالات
واكثرهم يقولون هذه الجملة بدون تخصيص بما هو الاسلام الموجود هناك هل هي عموميات الاخلاق ام شيء محدد منها ؟ هل المقصود التعاملات المالية مثلاً ؟ هل المقصود كمية الجرائم ؟ هل المقصود كرم الناس هناك ؟ وبالتالي نجدهم يرمون هذه الجملة رمياً بدون ضابطة او  تحديد

المحور الثاني : ايهما اهم الاخلاق الاسلامية ام العقيدة الاسلامية ؟ 

هذا المحور هو الاخطر على الاطلاق فمن خلاله نحاول ان نحدد امر مهم وهو ان المتكلم هنا ليس فقط ينعت المسلمين بأنهم غير ملتزمين بالاسلام بل يروج الى ان اهمية الاخلاقيات الاسلامية اعلى من العقيدة الاسلامية وبسبب النزعة المادية التي ينطلق المجتمع الاسلامي نحوها بسرعة الضوء فلا شك ان المتكلمين بهذه الجملة يرون ان الاخلاق الاسلامية اهم من العقيدة وبالتالي قد تكون كافر بالاسلام رأساً ولكنك تبقى افضل من مسلم مجرم مثلاً على عكس النصوص الشريفة التي قالت ان العقيدة هي الاعلى في درجات الاسلام وبعدها تأتي المعاملات والعبادات .

المحور الثالث : كذبة صدقها الناس 

ربما لا يعرف الناس الكثير عن الغرب الا ما يرونه من خلال عدسات الاعلام الغربي من خلال الافلام او المسلسلات او من خلال الاعلام العربي الذي اصبح مغرماً بكل ما هو غربي حد الثمالة ولا بأس ان نعرض هنا قائمة بسيطة فيها مقارنة على عدة مجالات  :

1- معدل الجرائم بأصنافها سوف نجد ان اعلى المراكز هي لدول غربية متحظرة اولها امريكا وبريطانيا وألمانيا :
http://www.nationmaster.com/country-info/stats/Crime/Total-crimes
طبعاً من حق الشخص ان يعترض ويقول ان سكان هذه الدول لوحدهم قد يعادل سكان الكثير من الدول الاسلامية وارتفاع السكان = ارتفاع امكانية الجرائم وهذا صحيح ولكنه من وقع في المقارنة هو من يطلق هذه الجملة

2- معدل الفساد المالي ربما عندما تسمع عن الفساد المالي سوف يقفز الى مخيلتك الدول الاسلامية ولكن هذا الكلام غير صحيح لأنه الفساد المالي في العراق مثلاً قد يساوي الفساد في شرك واحدة امريكية مثل غولدمن ساكز فضخامة العجلة الاقتصادية تجعل من المقارنة بين البلدين امر مضحك مع ذلك هناك مقالة تتكلم عن كمية الفساد المالي في امريكا في مجلة البزنزانسايدر
http://www.businessinsider.com/11-examples-of-recent-corruption-on-wall-street-2010-4#price-manipulation-of-gold-and-silver-1

بل ان الفساد المالي اصبح مشرعاً في امريكا بعد ان سمحت الدولة للشركات ان تصبح طرف متبرع في الانتخابات وبالتالي اصبح شراء ذمم المسؤولين امر علني قانوني وبعد الانتخابات الاخيرة ظهر تيار من الحزب الديمقراطي يدعو الى اعتبار اموال الشركات غير قانونية للنواب والرؤساء لأنها تؤثر على صنع القرار https://justicedemocrats.com/Platform

3- الاعتدائات الجنسية :

هنا احب ان انقل بعض الحقائق المروعة عن الاعتدائات الجنسية سجلها مركز الابحاث  الوطني  للعنف الجنسي ويمكن تحميل هذا التقرير المنشور من هنا :
http://www.nsvrc.org/sites/default/files/publications_nsvrc_factsheet_media-packet_statistics-about-sexual-violence_0.pdf


- واحدة من كل خمس نساء و واحد من كل 71 رجل تعرضوا للأغتصاب خلال حياتهم
- ثمانية من كل عشرة حالات الاغتصاب يكون الاغتصاب من طرف قريب من الضحية
- واحد من كل عشر فتيات و واحد من كل عشر اولاد سوف يتم استغلاله جنسياً قبل ان يبلغ 18 من العمر
- 12 بالمائة من ضحايا الاغتصاب كانوا في سن 10 عندما تم اغتصابهن للمرة الاولى
- 34 بالمائة من المغتصبين للأطفال هم افراد عائلة

والكثير الكثير من الحقائق المقززة فأين هذا الاسلام المزعوم الموجود في الغرب وغير موجود لدينا

وطالما لم يحدد المتكلم ما هو الخلق الذي يتفوق به الغربيين على المسلمين فيبقى هذا الكلام عبث ولعل مصدر المتكلم هو فديو لشرطي مرور يعبر قطط عبر الشارع ومن هذا الهراء الذي يضحك به الانسان على نفسه !!