برهان الحدوث [الادلة على وجود اله]

بسم الله الرحمن الرحيم 
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين المعصومين

عند الحديث مع اي ملحد[ونقصد هنا المنكر لوجود اله] على امر واحد وواحد فقط وهو هل هناك خالق للكون ؟

هذا السؤال قبل ان نجيب عليه يجب ان نثبت امرين :

 الامر الاول : هو ان الكون حادث [اي انه كان في فترة من الفترات غير موجود واصبح موجودا]

الامر الثاني :هو ان نثبت ان كل شيء مخلوق يستوجب وجوب خالق

النقطة الاولى : الكون عقلاً وعلماً حادث بداء في نقطة معينة قبلها لم يكون موجوداً
  الاثبات العقلي :
عقلاً ان الكون حادث لانه يستحيل ان يكون هناك شيء ابدي سرمدي وهو في داخله هناك امور حادثة كل يوم فلو كان ابدياً لم يكون هناك داعي لتغيره ولم يكون هذا جائز فالتغير في الوجود وخروج اشياء جديدة الى الوجود دليل على ان الكون ليس ثابتاً بل في حالة تغير وطالما هو يتغير فهذا يعني ان له نقطة بداية ينطلق منها ونقطة نهاية ينتهي اليها وما بينهما حالات تغير يمر بها الكون فإذا كان الكون ابدياً هذا التغير لم يكون مبرراً بمعنى ان يكون الكون كله عبارة عن اجرام سماوية محددة لا تتغير ولا تفنى

   الاثبات العلمي :
 يقول العالم الفيزيائي ستيفن هوكنز ما يلي :

 All the evidence seems to indicate, that the universe has not existed forever, but that it had a beginning, about 15 billion years ago

.http://www.hawking.org.uk/the-beginning-of-time.html

والترجمة : ان جميع الادلة تشير الى ان الكون لم يكون موجود الى الابد ولكن كان له بداية قبل حوالي 15 مليار سنة

اذا ثبت الان ان الكون لم يكون موجود الى الابد بل خرج الى الوجود في لحظة معينة

النقطة الثانية :

بلا شك لا يوجد عاقل يقول ان الاشياء تحدث بدون سبب فلا تجد شيء يتغير بدون مغير خارجي او داخلي ولا تجد شيء يتحرك بدون قوة ما تحركه كل شيء له بداية له سبب وهذا الكلام ينطبق على الكون فلا بد ان يكون للكون سبب اخرجه من العدم الى الوجود وهذه الاحتمالات هي الوحيدة التي قد نفسر بها خروج الكون من العدم :

1-ان الكون خلق نفسه
2-ان الكون خلقه كون اخر
3-ان للكون خالق خارجي

عندما نناقش الاحتمالات نجد انها كلها تسقط الا واحد وهو الاحتمال الثالث

 الاحتمال الاول
 مستحيلة لانه الكون يجب ان يكون موجود اولاً حتى يكون سبب لأي شيء وطالما هو ليس موجود فكيف يوجد نفسه ؟

 الاحتمال الثاني
ان الكون الذي خلق هذا الكون يخضع لنفس السؤال من خلقه فإذا قال الملحد انه كل كون يؤدي الى كون اخر الى ما لا نهاية وقع في مشكلة التسلسل وحتى نقرب فكرة التسلسل نقول :

لو فرضنا ان هناك جندي يملك سهماً وحتى يطلق هذا السهم يجب ان يحصل على موافقة عدد لا نهائية من الضباط هذا هو التسلسل فعقلاً الجندي لن يطلق السهم ابداً والان لو قلبنا المثال الى الكون الحالي والاكوان السابقة فأن الكون الحالي اي الاخير لن يحصل لانه مسبوق بعدد لا نهائي من الاكوان

وحتى نقرب الفكرة اكثر لو فرضنا ان هناك عدد لا نهائي من قطع الدومينو تتستمر الى ما لا نهاية وكل قطعة تقع لأن القطعة التي قبلها وقعت فهذا يستوجب السؤال لماذا تغيرت حالة القطع من الثبوت الى الوقوع ؟ وكيف وصلت الحركة الى القطعة الاخيرة طالما ان هناك عدد غير نهائي من القطع التي تسبقها ؟ فبهذا يكون التسلسل متناقضة منطقية لا يمكن ان تحصل ولا بد ان تنتهي الاسباب عند سبب لا يحتاج الى مسبب والامر ينطبق على فكرة اكوان لا نهائية

اذاً بقي لدينا فكرة ان للكون خالق خارجي وهو ما نريد اثباته وهو الاحتمال الوحيد  الصالح للأجابة عن تسألنا عن الكون ولعل ملحد يقول ولكن من قال انه الهكم ؟ لما لا يكون وحش السباكتي الطائر ؟ او الالهة الهندوسية ؟ لما لا يكون زيوس ؟

وهذا ما سوف نناقشه في موضوع اخر وهو صفات خالق الكون فبعد اثبات الحاجة الى وجود خالق نناقش صفات ذلك الخالق في موضوع منفصل

والحمد لله رب العالمين  

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دليل الحدوث -مفصل-

ازلية الطاقة -محسن-

هل يوجد في القرأن اخطاء املائية او نحوية ؟