اوهام احمد اسماعيل

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين

احد الطوائف المنحرفة اليوم هي الطائفة التي تتبع شخص اسمه احمد اسماعيل ويزعمون ان له الامامة الالهية المخصوصة وانه الامام الثالث عشر الذي يجب على الشيعة والسنة الايمان به واتباعه وحتى يثبت انه صاحب علم تصدى لأحد اكبر المشاكل التي تواجه الدين هذه الايام وهي مشكلة الالحاد الجديد وكتب كتاباً اسماه "وهم الالحاد" وها هنا بعض النقاط التي ذكرها في كتابه والردود عليها ان شاء الله


الفصل الاول :
يبداء الكتاب بمقدمة من احد اتباع هذا الرجل اسمه توفيق سرور ويعرف في الانترنيت بتوفيق مسرور ومن اول الحماقات التي كتبها هذا الرجل هو التالي :
ان هذه اول مناظرة جدية بين الالحاد والايمان وبالطبع هذه المناظرة ليست حقيقية بل تخيلية بين احمد اسماعيل والجدار الذي يقابله فلا يوجد ملحد فعلياً يرد على اشكالات احمد اسماعيل وهذا كله لان احمد اسماعيل اختار لنفسه الاختباء والتلويح بالسيف من بيته وطلب المبارزة العلمية في صحراء خياله ولعمري ان قول المتنبي هو الذي يمثل لنا حال احمد اسماعيل :

 وَإذا ما خَلا الجَبَانُ بأرْضٍ, طَلَبَ الطّعْنَ وَحدَهُ وَالنّزَالا

وفضلاً عن هذا كله جعلها توفيق مسرور اول مناظرة جدية لانه عنده كل المناظرات السابقة كانت عبثية يكون فيها اهل الدين والممثلين عنه لا يفقهون شيء ولا يعرفون كيفية الرد الصحيح او حتى فهم كلام الملحد وهذا من ابشع الجرائم بحق جهود الملايين من اهل الايمان بوجود اله سواء كانوا اهل دين ام ليسوا اهل دين مثل الحركة الربوبية والفلاسفة الغربيين الذين لم تربطهم بالاديان علاقة ولكن هكذا يكون حال الشخص عندما يصنع لنفسه صنماً يصيبه بالعمى عن جهود الاخرين والله المستعان . 

بعد ذلك باشر احمد اسماعيل بالكتابة شاهراً سيفه "العلمي" ولكن ليس لحرب الملاحدة بل لحرب اهل الدين والمتدينيين لانهم هم المشكلة في جعل الملاحدة يلحدون لعدم قدرتهم على الرد على الالحاد بدلاً من ان يباشر حربه على الملحدين نفسهم والحقيقة ان هذا هو الامر الثابت في الكتاب فهو مع الملحدين حمل وديع ومع اهل الدين اسد شرس والحقيقة هو لم يفعل هذا الامر عبثاً فهو يريد ان يعطي للملحد جرعة مخدرة يقول له انا لست مثلهم ويفعل هذا ولو بمحاربة من جهد جهده لدفاع عن الحقيقة وبعد ان نقل اقوال بعض اهل العلم واقوال بعض المخالفين وبعض النصارى حتى يثبت ان الجميع لا يعرف شيء الا هو وسوف نرى كيف انه اجهل طرف في هذه المهزلة العلمية وقال في اكثر من موقع محاولاً السخرية من اهل الدين انهم دائماً يقولون ان الانسان تطور من قرد وهذا جهل بالنظرية والرجل جعل هذا الامر من اعظم الذنوب التي ارتكبها اهل الدين وهو ذنب لا يغتفر ولم يخبرنا فهم لا يعرفون ان النظرية تقول ان الانسان والقرد لهم سلف مشترك وليس العكس ونحن نسئلك يا احمد اسماعيل وما هو السلف المشترك الذي ينحدر منه الاثنين اليس قرداً ولكنه اقل تعقيداً ؟ ام كان مثلاً اخطبوط ؟ فالسلف المشترك لابد ان يكون اكثر شبهاً بالقرد من الانسان حسب نظرية التطور لانه كلما ابتعدنا عن السلف المشترك اختفت المشتركات الجسمانية وحتى الجينية قليلاً قليلاً فلماذا يفتعل احمد اسماعيل ضجة من لا شيء ؟ ليس الا للتشنيع على اهل الدين واسترضاء خواطر الملحدين . 


من النقاط التي اثارها ايضاً


ان هذه النظرية تطور في جميع الجامعات العلمية اليوم وبالتالي انكارها عناد وسفه والحقيقة ان هذا صحيح ولكنه ليس لان النظرية نفسها صحتها لا نقاش فيها فاليوم هناك اكثر من نموذج بديل يعتقد به العلماء كبديل للتطور الداروني مثل نظرية لارمالك الجديدة والتطور المبني على الطفرات والكثير الكثير من النماذج الاخرى التي صممت لمعالجة مشاكل التطور الداروني هذا اولاً السبب الاخر الذي يجعل هذه الجامعات العلمية تدرس التطور هو النظام التعليمي العلماني ففي قضية مشهورة تعرف بأسم  كيتسميلر ضد مدارس منطقة دوفر وقضايا اخرى اقرت بأن اي فكرة دينية لا يجب ادخالها في المدارس وبالطبع ان البديل الذي سوف يتوفر لتدريس الطلاب عن نشأة الانسان كان هو التطور الداروني فما حصل هو عملية سياسية واجتماعية جعلت من الجامعات مكان مخصص فقط بنظرية دارون لا غير بل ان من يجراء على التشكيك يكون في خطر الطرد والنفي من الجامعات على انه ليس عالماً وهذا الوثائقي مهم لمجموعة من الاساتذة تم طردهم من اماكنهم العلمية لانهم قالوا بنظرية التصميم الذكي [1]


هذا هو السبب الثاني والسبب الثالث ان ما يسمى اليوم بالمنهاج العلمي يقتضي ايجاد تفسير مادي لأي ظاهرة حياتية يقول العالم الاحيائي ريتشارد لونتن :
for we cannot allow a Divine Foot in the door.
والترجمة : اننا لا نقدر ان نسمع بدخول "قدم" الهية من الباب [2]

بمعنى انه لا يمكن قبول ان نتيجة تؤدي الى وجود خالق لتناقضها مع فلسفة العلم الحديث بأن المادية حقيقة مطلقة وفي الحقيقة هذا يرمي الكتاب الذي كتبه احمد اسماعيل من اقرب نافذة لانه يقول ان التطور هو الية خلق وليست نتيجة طبيعية لتطور حياة نشأت بالصدفة

ايضاً قدم احمد اسماعيل في هذا الفصل مجموعة اسئلة لمن ينكر صحة التطور الداروني وهي كالاتي :
ولكن فقط ليت من يسمي نفسه عالم دين عندما يرفض التطور يعطي نظرية بديلة متوافقة مع الحقائق العلمية الثابتة من الجينات والتشريح المقارن ومن الاحفوريات وليتهم ايضاً يلقون نظرة على الاسماك الرئوية والسمكة البرمائية ويقولون لنا هل هذه السمكة تطورت عن السمك المائي ام لا وما هو الدليل على رأيهم ايضاً عليهم ان يحددوا عمر الحياة الانسانية من خلق ادم الى اليوم فهذا الامر مهم ولا بد ان يكون التاريخ متلائما مع اطروحتهم في نفي التطور والحقاق العلمية المكتشفة عن تاريخ الهموم في الارض فالان معروف علمياً بما لا يقبل الشك ان البشر الموجودين هم هومو سابينس واصل الهموم سابينس معروف وتاريخ هجرة الهومو سابينس خارج افريقيا معروف وطريق هجرتهم معروف ايضاً فعلى من ينكرون التطور ان يعطونا تاريخاً تقريبياً على الاقل لخلق ادم وايضاً مكان حياته الاولى وايضاً لا بأس ان يكون مكاناً تقريبياً وبالطبع لا بد ان تكون تواريخكم مستندة الى النصوص الدينية التي يدعون انها تنفي التطور .[3] 
ونحن نسئل احمد اسماعيل سؤالاً اكثر اهمية هو لماذا نحتاج الاجابة عن هذه الاسئلة اصلاً ؟ فهل ترتب على معرفة عمر الارض اي نتيجة عقائدية ؟ فقهية ؟ بالمختصر مشكلة التطور ليست في هذه الامور التي لا تعارض بينها وبين الاسلام على الاقل بل مشكلة التطور هي منشأ الانسان هل كان نتيجة لعملية معقدة تسري في الطبيعية ينتج عنها كائن جديد نتيجة لتطورات كثيرة وطفرات جينية قوية في كائن اخر ؟ هذا هو الذي نحن ننكره في نظرية التطور فنحن حتى لا ننكر ان التغيرات تحصل في الكائن ولا ننكر ان الكائنات تتكيف مع بيئتها المحيطة بها بل ما ننكره هو التطور ماكروي اي انتقال نوع الى نوع اخر وهو الذي لا يوجد عليه دليل فعلياً بل ما يوجد عليه هو افتراضات لسد ثغرات موجودة في النظرية .
ايضاً ركز احمد اسماعيل ان علماء الاديان بسبب سوء فهمهم افترضوا ان التطور يحصل في ليلة وضحاها وليس نتيجة طفرات جينية كثيرة على مر السنين تؤدي الى نتائج كان معقد او عضو معقد مثل العين وما شابه وهذا الامر ايضاً مثير للسخرية فمثلاً نعرف ان هناك كائنات لا يمكن انها جائت نتيجة تطور مسبق مثل الخنفساء المدفعية هذا الكائن يقوم بأفراز مواد عندما يطلقها الى الخارج تكون مواد انفجارية تبعد الفرائس الاخرى عنه وبسبب خطورة هذه المواد فلا بد من ان جسم الكائن وجد مرة واحد بدون تطور لكل عضو لانه اي نقص في الاعضاء هذه يؤدي الى موت الكائن مباشرتاً وهذه عينة واحدة فقط على كائن بسيط في الطبيعة والا فالتعقيد الموجود في بعض الكائنات يصيب بالدهشة

وايضاً كرر دائماً احمد اسماعيل ان كثرة الطفرات تؤدي الى التعقيد هذا وللرد نقول ان التطور يفرض افتراض هو ان احد اليات التطور هو الطفرة الجينية اي تغيير في احد جينات الحمض النووي يؤدي في النهاية الى امرين اما يكون ضار فينتهي بموت الحامل للجين واما نافع فيعطي الحامل للجين قابلية اكبر للنجاة ولكي نقرب الصورة لنفرض ان لدينا تلفاز غير ملون وضربناه بمطرقة فكانت النتيجة انه ينكسر ولكن لما ضربنا تلفاز اخر كانت النتيجة انه تحول الى تلفاز ملون [مع ان المثال شيء مستحيل ولكن للتقريب] المشكلة هي في ان الطفرة دائماً ما تكون متناغمة مع باقي وضائف واعضاء وحتى جينات الكائن فبالتالي ان اي طفرة يفترض انها غير ضارة سوف يكون عملها معطلاً حتى تطفر بقية الجينات لكي تمكنها من اداء عملها
فضلاً عن ذلك فأن الطفرات التي تدل على التطور هي الطفرات الطبيعية اي التي تحصل نتيجة مثلاً خطأ في استنساخ الجين عند انقسام الخلية وليس هذا فقط بل يجب ان تكون تلك الطفرة في الخلايا التناسلية فقط فعندناً اذاً ثلاث عقبات امام وجود طفرة نافعة للكائن :
1-ان لا تكون ضارة
2-ان تكون حاصلة نتيجة للطبيعة
3-ان تكون في الجينات التي تنتقل الى الذرية [وعلى اجزاء مخصصة من تلك الجينات]
بل ويجب ايضاً ان تتغلب على اليات تصليح الحمض النووي الموجودة في داخل الحمض النووي وهي اليات كثيرة يمكن قرائتها هنا [4] 
فأذا هناك صعوبات كثيرة في مواجهة اي طفرة مفيدة للكائن فهذا يسهل على اي شخص عاقل ان يعتقد ان الطفرات الايجابية سوف تكون نادرة جداً ولكن مع كثرة وظائف الكائن الحي البايلوجية وصفاته الكثيرة فهل من المعقول ان تلك الطفرات الصغيرة جداً والمحدودة تنتج كائنات معقدة جداً ؟ 
وهنا جدول ببعض الكائنات ومقدار الطفرات الحاصل فيها : 

ولعل قائل يقول وما المشكلة ؟ مع الزمن ممكن ان تأتي هذه الطفرات بنتيجة جيدة مناسبة لهذه المعايير ؟ الجواب ببساطة ان الامكان غير الوقوع فعلى اي ملحد ان يقدم دليلاً على الوقوع وهنا سوف يأتي الملحد بدليل وهو الطفرات التي تهدم جزء من الحمض النووي للبقاء على قيد الحياة مثل : الطفرات التي تهدم بعض المستقبلات التي في كرات الدم البيضاء والتي يستغلها مرض معين لأصابة الانسان او الطفرات التي تحصل عند انتقال بعض المعلومات من جراثيم الى بكتريا معينة 


والحقيقة ان الامرين لا يمكن اعتبارهم دليلاً على الطفرات التي تفيد التطور كما قال عالم الفيزياء التطورية لي سبتنر فالبنسبة للسبب الاول يقول : 

But although the mutation they undergo in the process is beneficial to the microorganism in the presence of streptomycin, it cannot serve as a prototype for the kind of mutations needed by NDT

الترجمة : 

على الرغم من ان الطفرة الحاصلة في العملية [ويشير لمثال لأحد انواع البكتريا] فأنه لا يعتبر دليلاً على نوع الطفرات التي تحتاجها نظرية الداروينية الحديثة . 


وبالنسبة للسبب الثاني اي ان تنتقل معلومات من جرثومة الى بكتريا وتجعل البكتريا تمر بطفرة جينية يقول نفس العالم : 
Thus, for a mutation to qualify as a representative member of the required multitude of long series that are supposed to produce evolution, it must bring new information not just to the genome of the organism, but the information must be new to the entire biocosm.  The horizontal transfer of a gene from one species to another is not information new to the biocosm

الترجمة : حتى يمكن اعتبار طفرة على انها ممثل على التحولات المطلوبة لأنتاج تطور يجب ان تجلب معلومات جديدة ليس فقط للكائن بل لجميع الوجود الحيوي وانتقال معلومات من بشكل افقي بين الانواع لا يضيف معلومات جديدة للوجود الحيوي [5]
فأذا لا يوجد دليل على وقوع هذه الطفرات بل فقط فرضية لسد فراغ في النظرية 
الفصل الثاني : 
في هذا الفصل خصص احمد اسماعيل وقته لأثبات التطور من الادلة "العلمية" 
الدليل الاول : 
اختلاف لون بشرة بعض البشر عن بشر اخرين يثبت ان هناك عملية تطور حصلت وهذا يدل على نظرية التطور 
وهذا الدليل صحيح ولكنه لا يدل على نظرية التطور كمفسر لوجود الانواع المختلفة وهو اهم هدف لوجود هذه النظرية وانما يدل على ان الكائنات قد تتغير حتى تناسب بيئتها المحيطة وهذا ليس فيه اشكال ولكنه ليس  دليلاً على اختلاف الانواع وانما التغير في دائرة نفس النوع . 
بعد ذلك قدم ادلة منها :
1-فراشات الثورة الصناعية : ان الفراشات في بريطانيا كانت ذات لونين ابيض واسود في السابق كانت الفراشات البيضاء تنجوا من الطيور لانه يصعب رأيتها  وبسبب كثرة دخان المفاحم اصبحت الفراشات البيضاء هي المعرضة للافتراس بينما الفراشات السوداء  هي التي تنجوا وهذه فضيحة علمية لهذا الشخص لأنه يعتمد على قصة مشبوهة بالتزوير كما اكتشفت الكاتبة الانكليزية في كتابها of moth and man
واتهمت بأنه كان يلصق الفراشات على فروع الشجر بالمسامير او بالصمغ ويطعم الطيور بشكل متكرر حتى يثبت نتيجة مسبقة في دماغه وعلى الرغم ان بعض التطوريين رفضوا هذا الاتهام الا انهم اقروا فعلاً بعد دراسة اجراها عدة علماء ان الفراشات لا تعيش على جذوع االشجر التي يفترض ان تجعلها مموهة لعين الطير بل يعيشون على الاغصان بالتالي ميزة التمويه لا يمكن ان تعمل هنا وبعضها كان يعيش في الفروع الصغيرة من الشجرة [6]
وهناك عدة مقالات لعالم الاحياء والمناصر لفكرة التصميم الذكي جونثن ويلز تثبت خطأ هذه القصة رأساً منها [7]
ولعل مقالته : انتقام العث المخلل هي من افضل الردود على هذه القصة التطورية [8]
ولكن يبدوا ان احمد اسماعيل اخذ هذه القصة من كتاب الاحياء الذي يدرس في المدارس العراقية بدون حتى اي تفكير بل ان ظاهر كلام احمد اسماعيل انه يعتقد ان الفراشات تغير لونها الى اللون الاسود والحقيقة ان التطوريين نقلوا هذه الحادثة ليس كدليل على حدوث اي طفرة او تغير جيني بل دليل على ان الانتقاء الطبيعي يحصل في الطبيعة اي ان الفراشات البيضاء لم تقدر على النجاة والفراشات السوداء اصبحت هي السائدة لم تتغير الفراشات البيضاء الى سوداء فهو يقول : 
بل ان كتاب الاحياء في المدارس العراقية نفسه لم يقل ان الفراشات البيضاء تغيرت الى سوداء وانما ذكره دليل على التطور المسبق اي ان السوداء نجت لانها يصعب مشاهدتها والبيضاء كانت اكثر قابلية للافتراس !! فيا لله وللعلم الذي يملكه هذا الرجل !!

الدليل الثالث :
مثال أطوال اعناق سلف الزرافات متمايزة فبعضها أطول من بعض نسبياً فلو فرضنا تواجدها في بيئة فيها غذاء لذلك السلف على اترفاع انسب لذوات الاعناق الطويلة منه لذوات الاعناق الصغيرة فستحصل عملية انتاب من الطبيعة للزرافات الانسب للحياة في تلك البيئة فتموت الزرافات ذات الرقبة القصيرة جوعاً او لا تتمكن من التكاثر والتزاوج لقلة الغذاء او لا تتمكن من تغذية صغارها وهكذا تقل اعداد الزرافات ذات الرقبة القصيرة في هذه البيئة وربما تنقرض بينما تبقى ذات الرقبة الطويلة وتتكاثر بصورة جيدة وهكذا تنموا اعداد الزرافات التي فيها صفة طول الرقبة وتورث هذه الصفات الجينية لمواليدها وتنقى الخرائط الجينية للزرافات من صفة قصر الرقبة . ص 79

وللرد نقول ان ما قدمه احمد اسماعيل هنا ليس دليلاً بل سيناريوا افتراضي لتطور الزرافات ومعلوم ان الافتراض غير الوقوع من جهة ومن جهة اخرى ان الكلام عن التطور يجب ان يكون بأمثلة وادلة يمكن مطالعتها عملياً الان والا فلا يمكن اثبات وقوع هذا السيناريوا وان كان معقولاً ولا يصح الاستدلال به مطلقاً كدليل واقعي على صحة النظرية بل ان علماء التطور اليوم لا يعتبرون ان للغذاء دخل في طول عنق الزرافة يقول عالم الاحياء ومدير مؤسسة الطبيعية في امريكا كريك هولدرج :
You find this view presented in children's books, in web descriptions of the giraffe, and in textbooks.
But just because this explanation is widespread does not mean it is true. In fact, this "self-evident" explanation retains its ability to convince only as long as we do not get too involved in the actual biological and ecological deta

والترجمة هي :
انك تجد هذا الشرح مقدماً في كتب الاطفال وعلى موقع الانترنيت وحتى في الكتب الدراسية ولكن فقط لانه منتشر لا يعني انه صحيح وهذا الشرح الذي يحمل دليله معه يبقى مقنعاً طالما لا تتعمق في البيانات الاحيائية والبيئية .
ثم قدم مجموعة كبيرة من الادلة على عدم صحة هذا الدليل منها وهو الدليل الاهم :
Male giraffes today are up to one meter taller than female giraffes; newborn and young giraffes are much smaller. The moment this sexual dimorphism manifested in the evolution of the giraffe, it would have been the males that could have reached the higher branches. The females and young animals would have died and the species would have gone extinct
الترجمة :
ان ذكور الزرافات اليوم اطول من الاناث المواليد الجديدة و الزرافات الشابة تكون صغيرة في اللحظة التي طراء هذا التغاير الجنسي وتجسد في تطور الزرافة فأن الذكور هي من سوف يكون لها القابلية على الوصول الى الطعام وبالتالي فأن الاناث والمواليد الجديدة سوف تموت وسوف تنقرض هذه النوعية بالكامل [9]

ومرة اخرى نكرر ان هذا الشخص المفترض يكون امام ويعرف نظرية التطور جيداً كيف لا وهو يشنع على غيره الجهل بنظرية التطور بل الجهل حتى بما قاله دارون والذي يعتبر كلامه بدايات النظرية فليته عرف نظرية التطور قبل ان يؤكد على صحتها وليته درسها جيداً .

المثال الرابع : وهو كالمثال الثالث سيناريوا مفترض لتطور الذئاب وليس واقعاً يمكن الاستدلال عليه
المثال الخامس : الان نحن جميعاً نقول انه مع تقدمنا الملحوظ في العمران والتكنلوجيا والطب زادت مشاكلنا الصحية وزادت الامراض وتعقيداتها بيننا وكلنا نردد وربما حتى بعض الاطباء ما السبب ؟ بينما احد الاسباب واضح وبكل بساطة هو اننا بتقدمنا قد قمنا بإلغاء اجد طرفي معادلة التطور لنوعنا [الجسماني] وهو طرف الانتقاء الطبيعي .

وللرد نقول : ان هذا الكلام كسابقه من تطور الزرافات والذئاب ليس الا سنياريوا مفترض ولكنه في نفس الوقت يقدم لنا احمد اسماعيل دليلاً على بطلان نظرية التطور وهي مشكلة الموارد المشتركة وسوف نوضح هذه المسئلة في القسم المخصص لأسباب العلمية في مقالة قادمة ان شاء الله .
الدليل الخامس : العصب الحنجري الراجع :
قال احمد اسماعيل :
التشريح المقارن يؤكد التطور وهناك امثلة كثيرة ولكن سأقتصر على مثال عصب الحنجرة وهو موجود في السمكة وفي البرمائيات وفي الغزال وفي الانسان وفي الزرافة فهذا العصب في السمكة يتحرك من الدماغ الى الخيشوم ملتفاً حول القلب فالان لو ان كل حيوان صمم جسمه على حدة ولم يتطور عن السمكة فسيكون العصب فيه متصلاً مباشرة من قرب الدماغ الى طرف الحنجرة وهي مسافة قصيرة ولكن الموجود في الطبيعة هو ان هذا العصب يأخذ في الحيوانات نفس دورته في السمكة وهذا يعني انه تطور عنها واضطره استطالة الرقبة وابتعاد القلب في غور الجسم الحيواني الى التمدد حتى انه اصبح في الزرافة يسير مسافة كبيرة جداً بدون فائدة فعلية كما يقول علماء الاحياء والتشريح المقارن وبسبب سيره هذه المسافة هو انه يلتف حول الشريان الخارج من القلب ثم يعود ادراجه بنفس المسافة .

الخلاصة : ان العصب الحنجرة الراجع دليلاً على وجود الية عضوية كانت لها فائدة في الاسماك واصبحت لا فائدة لها في الزرافة واما المقارنة بين وجودها في كائنات مختلفة فلا يعني شيء لانه دليل يقدم مع مقدمة جاهزة وهي حصول التطور وللرد نقول :
ان هذا الكلام من ناحية يضرب نظرية احمد اسماعيل في الجمع بين التطور والدين ومن ناحية هو اخرى كلام غير حقيقي والرد كالاتي :
قال احمد اسماعيل ان العصب المفروض يتصل مباشرتاً بالحنجرة بدون الالتفاف حول الشريان القلبي وللرد نقول انه فعلاً يوجد عصب متصل مباشرتاً بالحنجرة وهو العصب العلوي الراجع كما توضحه الصورة ادناه :



هذا اولاً الامر الثاني هل فعلاً هذا العصب لا وضيفة له في الزرافات ؟ يقول عالم الجينات الالماني ولف ايكارد لونين Wolf-Ekkehard Lönnig نقلاً عن العالم الالماني التطوري مارك رامستورفر قائلاً :
A totally nonsensical and relictual misdesign would be a severe contradiction in their own neo-Darwinian (or synthetic evolutionary) world view.
الترجمة بتصرف بسيط : ان وجود اي خطأ تصميمي في الاحياء[يعني عدم وجود وضيفة لهذا العصب] يؤدي بالنتيجة الى تناقض عظيم في الطريقة التطورية الدارونية الجديدة وفي ورقته البحثية هذه نقل اقوال علماء تشريح وعلماء جينات وعلماء احياء تطوريين اثبتوا ان هذا الكلام ليس صحيح فأن العصب له وضيفة وكذلك ان القول انه بلا فائدة للكائن يعني ان هناك خلل في التصور التطوري لانه يشكل عباء على الكائن كان المفروض ان يتخلص منه التطور من زمن طويل [10]
الاضافة الاخرى التي نرد بها على هذا الدليل انه يتناقض تناقضاً كلياً مع من يقول ان التطور هو تطور هادف فلو كان هادفاً لتخلص الحيوان من هذا الشيء الغير ضروري لنجاته وبقائه يعتبره التطوريين مثل ريتشارد دوكنز دليل كبير على عدم وجود تصميم ذكي وان هذا خطأ واضح في جسمانية الكائن واحمد اسماعيل يعرف ذلك ولكنه قال ان الخريطة الجينية واحدة ولذلك ما صمم ليناسب كائن فهو لا يناسب كائن اخر وهذا يجعل الملحد يضحك عليه ويقول له اذاً اين الهك الذي يسيطر على التطور لما لا يغير تصاميمه للزرافة بدل ان يبقي على تصميم السمكة ؟ 

انتقل احمد اسماعيل بعد ذلك للتحدث عن السجل الاحفوري للارض وكيف انه يؤكد تطور الكائنات بوضوح وان لم يكون هذا الدليل هو الاقوى في ادلة التطور ولكنه قرينة تعضد باقي الادلة

وللرد نقول : ان السجل الاحفوري بأكمله لا يسوي شيء لأعطاء صورة عن الحياة على الارض ككل ففي تقدير اخير ان نسبة الانواع التي سكنت الارض هي 8.7 مليون نوع ونسبة ما يجهله الانسان من هذه الانواع على الارض هو 89% ونسبة ما يجهله على في البحار هو 91% [11]

فكيف يمكن اعطاء تصور واضح عن تطور الحياة على الارض بواسطة هذه البيانات الفقيرة ؟ و يضاف الى ذلك ان علماء التطور عند مراجعة السجل الاحفوري يضعون مقدمة جاهزة هي ان التطور حصل فمثلاً اذا وجدوا سمكتين بينهما اختلاف في تركيب معين الاستنتاج المباشرة عندهم ان هذا تطور بمعنى ان هناك استدلال دائري فما الدليل على التطور ؟ السجل الاحفوري وما الدليل على السجل الاحفوري ؟ اضافة الى ذلك ان لا يقدم التطور اي سلسلة من الانتقالات من نوع الى نوع اخر بل فهو كمن يراه نقطتين ويفترض ان الواصل بينهما خط مستقيم بدون رؤية ذلك الخط يقول عالم الجيلوجيا ديفد كايت 

Evolution requires intermediate forms between species, and paleontology does not provide them

الترجمة : 
التطور يحتاج الى اشكال وسيطة بين الانواع وعلم الاحاثة [اي علم دراسة الاحافير] لا يوفر هذا الامر 
فإذا الاستدلال بالسجل الاحفوري هو استدلال دائري لا يصح بدون صحة النظرية نفسها وليس الامر كما يزعم احمد اسماعيل انه مغلق ومقطوع به ولا يقبل للشك !!

ادلة اخرى ذكرها احمد اسماعيل : 
سمكة lepidosiren paradoxa ذكرها احمد اسماعيل كدليل على التطور لماذا ؟ لانها تستطيع ان تتنفس على اليابسة وبالتالي لا بد -عند احمد اسماعيل-ان تكون هذه هي الخطوات الاولى التي اتخذتها الاسماك للعيش على اليابسة وها هنا يقع مرة اخر احمد اسماعيل في المنطق الدائري فبدلاً من ان يذكر دليلاً على التطور يذكر تحليل التطور لوجود هذه السمكة !! وذكر امثلة اخرى على نفس النسق امثلة تحتاج الى التطور وليست ادلة على التطور 

دليل التطور الكوني : 

ذكر احمد اسماعيل ان الكون يتطور بستمرار فهو بداء بنقطة صغيرة هي المتفردة واليوم يوجد الكثير من النجوم ونجوم تتولد بستمرار واخرى تموت فما المانع ان يحكم الحياة نفس النظام الكوني الذي يبداء بالبساطة وينتهي بالتعقيد ؟ 

وللجواب نقول : ان القوانين الكونية لا تضيف شيء جديد الى الوجود فمثلاً ثوابت الفيزياء اليوم هي نفسها ثوابت الفيزياء بعد الانفجار الكبير لا يمكن ان تتغير ولهذا علماء الفيزياء بأمكانهم دراسة النجوم مهما كانت قديمة بدون وجود معطيات غريبة في الاساسيات الفيزيائية بمعنى ان الكون بداء بقوانين معينة وهو الان يعمل بنفس القوانين ولا نجد مثلاً قوانين جديدة تخرج للوجود نعم اكتشاف الانسان لها يجعله يفهم الكون بشكل اكثر عمقاً على العكس في التطور المزعوم فهو كما لو انه كائن خفي يتعلم من اخطائه ويصححها ويهندس ويخطط لتطوير الياته وهذا ليس موجود في الكون فالمغالطة كبيرة التي يستدل بها احمد اسماعيل بل ان حتمية اتجاه الكون الى الاندثار والموت [عندما يبرد الكون بالكامل ] تعارض نظرية التطور التي تقول ان الحياة اذا ما كانت في مسارها الطبيعي فهي تتجه نحو التعقيد دائماً لانه كلما وجهة الحياة بمصاعب اضطرت للتحسين من الكائن حتى يواجه هذه المصاعب بشكل عام ولا يوجد عالم تطوري اليوم يقول ان هناك اي اتجاهية للهدم في الاحياء بل الاتجاه دائماً نحو التعقيد وذكر احمد اسماعيل مثال ان الانسان يبداء بخلية صغيرة ثم يصبح اكثر تعقيداً ثم يتجه الى الهدم والموت وهو مثال يدل على عدم معرفة احمد اسماعيل بسبب الشيخوخة والاتجاه نحو الهدم في جسم الانسان فهو في الحقيقة مبني على عدم قابلية الخلايا في الانسان للانقسام فتصبح الخلايا اكثر رداءة ورداءة الى ان تصبح غير قادرة على العمل وهو الموت ولكن هذا لا علاقة له بالاتجاه التطوري ككل فما يصح على دورة حياة كائن لا يصح على حياة الكائنات كلها . 


الاعضاء الضامرة كدليل على التطور : 

قدم احمد اسماعيل دليلاً اخر على التطور وهو وجود اعضاء ضامرة في الكائنات لا تخدم اي فائدة في الكائن وبالتالي لا بد انها كانت تخدم فائدة في سلف الكائن ولكنها اصبحت اليوم لا فائدة منها والمضحك في الموضوع ان التطوريين كانوا قد وضعوا ما يقارب 180 عضواً في جسم الانسان كدليل على اعضاء اثرية كلها اتضح ان لها فائدة فعلية في الانسان فهذا اذاً ليس سوى ضرب في الخيال فما لا تدرك فائدته للكائن اليوم قد تدرك فائدته غداً وليس دليل بل فرض و خيال خصب 

الانظمة البيئية المنعزلة كدليل على التطور : 

ذكر احمد اسماعيل دليلاً ما مفهومه ان هناك بيئات في العالم اليوم مثل في استراليا وفي جزر مدغشقر ونزيده من عندنا جزر سواحل اليمن فيها كائنات غير موجودة في العالم كله وفيها خطوط تطورية منعزلة عن باقي العالم بحدود طبيعية وبهذا فهي اذاً دليل على التطور ومع ان الحياة المفروض حسب نظرية التطور تغلبت على هذه الحدود الطبيعية ربما من خلال تطوير خياشيم او اجنحة فنحن لا نناقشه في هذه بل نناقشه في انه لا يكف عن تقديم التطور بالمنطق الدائري فهذا ليس دليلاً على حدوث التطور بل يفسر التطوريين هذه الظاهرة بستعمال التطور والى الله المشتكى !! 

انتقل الى الادلة الجينية بعد ذلك بدون ان ينزع من عقله فكرة ان الدليل يجب ان يكون منفصلاً عن المدلول فقال
1- من الامثلة على التطور في الجينات اندماج الكروموسم الثاني وهو غير مندمج في الشمبانزي وبالتالي فأن هذا تطور حصل في الانسان ولم يحصل في الشمبانزي عندما افترقا عن السلف المشترك

وللرد : ومن الوضح ان هذا ليس دليلاً على التطور بل هو استعمال التطور لتفسير فرق معين بين الانسان والشمبانزي ولهذا صفحات الملاحدة عندما تصل الى هذه النقطة تذهب للاستدلال بالسجل الاحفوري على وجود سلف مشترك ثم تعود لتثبت ان هذا السلف المشترك لم يكون الكروموسم الثاني قد اندمج فيه 

2-الاصابة بالفايروس القهقري : 
السيناريوا كالاتي : ان هناك تسلسل في جين الانسان والشمبانزي في نفس المكان في كلا الكائنين وهو عبارة عن فايروس خارجي وجوده في نفس المكان يدل انه اصاب السلف المشترك وبالتالي السلف المشترك نقله الى ذريته من البشر والشمبانزي 

الرد : في البداية هل هذا الفايروس له وضيفة حيوية في الانسان ؟ الجواب نعم لهذه الفايروسوت وضيفة حماية الجين p53 والذي في حالة اي تغيير يحصل له يؤدي الى السرطان مباشرتاً ![12][13]
اذاً هناك وضيفة لهذا الفايروس الامر الاخر الذي يستدل به هو وجوده في الانسان والشمبانزي وهذا ايضاً غير صحيح فهو موجود في كائنات اخر وفي نفس المكان مثل القطة وقردة البابون !! 

, that only certain species of the cat genus, Felis, possessed this endogenous genome related to the baboon ERV. In contrast, all species of baboons
[14]


فجعلوا افتراضاً انه حصل نقل عرضي للفايروس من البابون الى القطط بواسطة اكل القطة لشيء من البابون يحمل الفايروس !!! 

بعد ذلك يكمل الكلام في هذا الفصل ولكنه كلام غير علمي بالمرة وانما والظاهر هو ذلك انه موجه الى اتباعه تحديداً فهو يغزل كلاماً ولا يقدم عليه دليل حول ان البشر كانوا اقل مرتبة من ادم نفسياً ثم اصبحوا مناسبين لنزول روح ادم !! 


ادلة احمد اسماعيل على عدم تعارض الدين والتطور : 
ذكر بعد ذلك احمد اسماعيل ادلته حول التوافق بين النص القرأني ونظرية التطور وهي كالاتي : 

وقد خلقكم اطواراً 
والله انبتكم من الارض انباتاً 
ان الله اصطفى ادم ونوحاً وال ابراهيم وال عمران على العالمين 

وللرد نقول : 
ان اي ملحد يمكن ان يقول لأحمد اسماعيل ان هذا تفسيرك انت للايات القرأنية وليس فهم عموم المسلمين جميعهم فأنت لا تمثل النظرة الاسلامية بل تمثل نفسك هذا اولاً الامر الاخر اننا يمكن ان نضع تفسيراً يعاكس تفسير احمد اسماعيل ويتوافق مع باقي القرأن فمثلاً الاية الاولى هي اشارة الى اطوار الجنين في بطن امه وليس كما فهم احمد اسماعيل واما الاية الثانية فهي اشارة الى ان ادم خلق من طين الارض ونحن خلقنا من نسل ادم واما الاية الاخيرة ولعلها هي اهم اية قد يحتج بها احمد اسماعيل ليثبت ان ادم لم يكون اول البشر وتفسير هذه الاية وارد عند الشيعة ان المكلم بهذه الاية هم ال محمد عليهم السلام: 

 و أنتم الذين أوجب الله مودتكم و ولايتكم و الذين ذكرهم الله في كتابه و وصفهم لعباده فقال عز و جل من قائل‌ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‌ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‌ فأنتم صفوة الله من آدم و نوح و آل إبراهيم و آل عمران و أنتم الأسرة من إسماعيل و العترة الهادية من محمد (صلوات الله عليهم أجمعين).

والنتيجة ان الاصطفاء هنا بمعنى ان الله جعل هؤلاء دليل لبني ادم من تمسك بهم امن ومن تركهم ضل وعموماً دون اثبات تفسيره للاية خرط القتاد . 

وايضاً ذكر الروايات التي تدل على وجود مخلوقات قبل ادم سكنت الارض وكلها عموماً ليست دليل لا على التطور بحد ذاته ولا على كون ادم من ابوين ولا على معاصرتهم لادم 
والان يجب ان اذكر لماذا لا يمكن ان تتوافق هذه النظرية مع القران الكريم ؟ وبالتالي فأي اية يعتبرها احمد اسماعيل دليلاً من القرأن على النظرية سوف تكون معارضة للقران نفسه وهذا ابطال للقرأن والعياذ بالله حيث لا ينبغي فيه عوجاً ولا اختلافاً

قال الله تعالى متكلماً عن عيسى بن مريم عليه السلام : 
إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
وفبهذا يكون الله ضرب مثل خلق ادم الجسماني لخلق عيسى الجسماني واذا قال احمد اسماعيل ان المعنى هو الروح انتفى المقصود في الاحتجاج وضربت الاية بل لا وجه للتشبيه لانه كما ذكرنا الروح ليست من الاب والام حتى يكون هناك تشابه بينهما من هذه الناحية 

ومن ناحية اخرى ذكر الله في اكثر من موضع خلقة ادم من الطين فإن صرف المعنى عن ظاهره يحتاج الى دليل وهو غير موجود في هذه الحالة الا اذا قيل ان الدليل هو احمد اسماعيل عندها دخلنا في المنطق الدائري مرة اخرى . 

الدليل الاخير على عدم قبول هذه النظرية هو فرض التفاوت بين البشر فكما قلنا ان النظرية تفترض ان العرق القوقازي هو النتيجة النهائية للتطور ولذلك اقيمت حدائق الحيوان التي وضع بها الافارقة كدليل على التطور !! 

وهو نتيجة حتمية للقول ان هناك عرق اكثر تطوراً من عرق اخر وهذا ما فعله النازيين في المانيا جعلوا انفسهم حاكماً لتصفية العرق الاري من اي جينات غير مرغوب بها ولذلك قاموا بقتل 15 الف معاق لانهم يشكلون خطر على العرق الصافي الانسان الراقي المتطور ! فهل هذا من مبادئ الاسلام الذي جعل البشر كلهم سواسية واعطى المعاقين حقوقاً يجب حفظها ؟ قطعاً لا وبالتالي من يزعم ان القرأن يؤيد التطور هو يضرب القرأن نفسه قبل كل شيء يضربه بأن يقرنه الى مثل هذه القرئن النتنة التي تفوح بالعفن الفكري والاجرام بحق البشرية 

الى هنا انتهى ما يهمنا من الكتاب وهو مسئلة الترويج للتطور وادعاء موافقته للقرأن الكريم واما باقي الكتاب فهو ليس موضوع النقاش لانه كما قلنا صاحب الكتاب يتكلم ليس كأنه في موقع "مناظرة" جدية بينه وبين الملحدين بل في موقع مسرحية الحضور لها كلهم مؤمنين بأنه امام مبعوث من الله فيخطف ابصارهم بالبلهلاونيات "العلمية" التي تسقط عند التدقيق بها جيداً او حتى سؤاله اين الدليل على كلامك ؟ 

والحمد لله رب العالمين 
--------------------------------
[1]https://www.youtube.com/watch?v=gwcDgIcwdtU

[2]http://www.nybooks.com/articles/1997/01/09/billions-and-billions-of-demons/

[3]وهم الالحاد - احمد الحسن ص 26

[4]https://www.nature.com/scitable/topicpage/dna-damage-repair-mechanisms-for-maintaining-dna-344

[5]https://www.trueorigin.org/spetner2.php

[6]http://rsbl.royalsocietypublishing.org/content/early/2012/01/27/rsbl.2011.1136

[7]https://www.discovery.org/a/590

[8]https://www.evolutionnews.org/2012/02/revenge_of_the/

[9]http://natureinstitute.org/pub/ic/ic10/giraffe.htm

[10]http://www.weloennig.de/Giraffe.pdf

[11]https://www.sciencedaily.com/releases/2011/08/110823180459.htm

[12]http://www.pnas.org/content/104/47/18613.full

[13]https://phys.org/news/2007-11-ancient-retroviruses-spurred-evolution-gene.html

[14]http://www.pnas.org/content/104/47/18613.full

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دليل الحدوث -مفصل-

ازلية الطاقة -محسن-

هل يوجد في القرأن اخطاء املائية او نحوية ؟