الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا

بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على محمد وال محمد الطيبن الطاهرين المعصومين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين من الان الى قيام يوم الدين امين يا رب العالمين ثم اما بعد فقد وقعت يدي على كتاب للمدعو جعفر السبحاني بعنوان [الايمان والكفر في الكتاب والسنة] وبعد مطالعته رأيت ان اكتب عن هذا الكتاب كنموذج على انحراف البحث العلمي والعقلية الشيعية العلمية من البحث العلمي الرصين الى البحث الذي يرضي الخواطر

-=الفتنة ام الوحدة=-
قدم الكاتب كتابه بحث الامة "الاسلامية على مقاربة الخطى" حتى نصل الى واقع افضل من هذا الذي نحن به وبهذا يتضح لنا هدف الكاتب وهو تلوين الصورة السوداء للطوائف "الاسلامية" لا البحث العلمي حول الايمان والكفر حقاً ولعل قائل يقول اين الضرر في البحث عن وحدة الامة ؟ بل اليس هذا هو الواجب علينا جميعاً فأقول :

ان الوحدة بين المسلمين لا بد ان تكون على منهج واحد والا لا معنى لهذه الوحدة سوى كونها وحدة صورية تنخرم بمجرد ان يطالع الشخص عقائد و فقه الطوائف الاخرى وعليه الوحدة هذه لا واقع لها وسوف تكون صورية تهتز وتهترئ مع الزمن وكل هذا الكلام بعد ان نفرض انها سوف تتحقق وبالتالي فوق انها فكرة ساذجة هي فكرة فاشلة عملياً وميتة قبل ان تولد بل وسوف تكون وسيلة للخلط بين الحق والباطل فلا معنى لوجود طوائف متعددة بدون ان تكون طائفة واحدة على حق والباقي على باطل فلماذا نوافق بين الحق والباطل ؟ اي سبب هذا يجعل الغاية تبرر الوسيلة في الاسلام ؟ بل ولم نرى دعوة من ال محمد عليهم السلام للوحدة الاسلامية ونحن نعلم بتشتت المسلمين في زمانهم بل نراهم يقولون :
نَحْنُ ـ واللهِ ـ وشِيعَتُنَا ، لَيْسَ عَلى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ غَيْرُنَا ، وسَائِرُ النَّاسِ مِنْهَا بُرَآء[الكافي ج2 ص420]
اما والله إنكم لعلى الحق ، وإن من خالفكم لعلى غير الحق ، [الكافي ج15 ص350]
وهذا على سبيل المثال لا الحصر فالسنة النبوية واضحة في رمي الوحدة مع الباطل مهما كان المبرر النهائي ولا ينقضي عجبي من سذاجة افكار من يروج للوحدة الاسلامية كأنهم اطفال لم تعركهم الحياة ولا قيمة لديهم لدماء الشيعة التي سالت على يد المخالفين !!

-=ينقض بعضه بعضاً=-
بعد ان حاول السبحاني ان يخلع على المخالفين صفة الايمان نقل حديثاً [ولعله نقله سهواً او قلة فهم] نسف كتابه رأساً قال في ص20 : روى الصدوق بسند صحيح قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام[الامام الصادق] ما ادتى ما يكون به العبد مؤمناً ؟ قال : ((يشهد ان لا اله الاالله وان محمداً عبده ورسوله ويقر بالطاعة ويعرف امام زمانه فاذا فعل ذلك فهو مؤمن))

فهل عرف المخالفين ائمة ازمانهم يا جعفر السبحاني ؟ ام جهلوهم وظلموهم ؟

ثم قال في ص 50 :
اسباب الكفر :...الاول انكار ما وجب الايمان به تفصيلاً

فنحن نسئل هل الامامة الالهية من ما يجب الايمان به ام لا ؟ ان قلت نعم ذهب كتابك هذا بكفير المخالفين وان قلت لا قال لك المخالفين لم يكون ايمانك بالامامة الا زيادة سبب فرقة بين الامة فلماذا تؤمن بها ؟
بعد محاولاته الكثيرة الفاشلة وصل الى موضوع خلافة الظالمين وهل يجب ان يكفر الشيعي لانه رفضها ؟
فنقل كلام للتفتزاني والايجي والجرجاني بكون الامامة من الفروع لا من الاصول وهذا صحيح ولكنه غفل امر اما عمداً او سهواً
والصحيح ان المسئلة بذاتها من الفروع اما ما يترتب عليها فهو متصل بعقائد المخالفين لان انكار خلافة الظالمين يعني الطعن بعدالتهم واستباحتهم ولذلك اغلب علماء المخالفين كفروا من انكر خلافة ابو بكر وعمر مثل مسئلة الصلاة التي هي من فروع الدين ولكن انكارها يترتب عليه كفر الشخص وخلافة الظالمين عندهم نفس الامر 

قال ابن حجر الهيتمي :
 فمذهب أبي حنيفَة رَضِي الله عَنهُ أَن من أنكر خلَافَة الصّديق أَو عمر فَهُوَ كَافِر على خلاف حَكَاهُ بَعضهم وَقَالَ الصَّحِيح أَنه كَافِر والمسالة مَذْكُورَة فِي كتبهمْ فِي الْغَايَة للسروجي والفتاوى الظَّهِيرِيَّة وَالْأَصْل لمُحَمد بن الْحسن وَفِي الْفَتَاوَى البديعية فَإِنَّهُ قسم الرافضة إِلَى كفار وَغَيرهم وَذكر الْخلاف فِي بعض طوائفهم وفيمن أنكر إِمَامَة أبي بكر وَزعم ان الصَّحِيح أَنه يكفر
الصواعق المحرقة ج1 ص 138

وتكفير علمائهم لمن ينكر خلافة ابو بكر وعمر كثير لا يحصى هنا

والحمد لله رب العالمين 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دليل الحدوث -مفصل-

ازلية الطاقة -محسن-

هل يوجد في القرأن اخطاء املائية او نحوية ؟