تبيان الاعتقاد [وجوب النظر]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين المعصومين
هذه سلسلة من المقالات لتوضيح العقيدة والرد على الشبهات المطروحة على كل موضوع وسوف نبدء السلسلة في بالاجابة عن مسئلة وجوب النظر او بلغة اقل تعقيداً لماذا يجب علينا ان نبحث عن اله ؟ او اصلاً لماذا يجب ان نبحث في الاديان والمعتقدات ونميز بينها ؟ وهنا نذكر مجموعة اسباب تجعل الشخص يفرض على نفسه البحث وهي :

1-       الاجابة عن الاسئلة الوجودية للأنسان

والمقصود بهذا الكلام ان الانسان في فترة من حياته يتوقف ليسئل نفسه عن اسئلة وجودية مهمة مثل من اين اتينا واين سنذهب وما هو هدفنا وما شابه من هذه الاسئلة التي تكون مصاحبة لكون الانسان كائن مفكر والاديان وحتى المذاهب الالحادية تدعي امتلاك اجابة على هذه الاسئلة وبالتالي يجب ان يبحث الانسان عن الاصح من هذه الاجوبة على اسئلته الوجودية .

ربما يرد شخص ويقول انه لا يجد اي من تلك الاديان والمعتقدات الألحادية يمتلك الاجابة الصحيحة  على اسئلتي الوجودية ولكني املك اجوبة خاصة بي توصلت لها بعقلي وعندها هو اصبح طرف في هذا الصراع الفكري فينطبق عليه ما انطبق على باقي تلك المذاهب الفكرية من انه يجب البحث فيها

2-       دفع الضرر المحتمل

والمقصود من هذا الكلام ان الاديان خصوصاً تقول ان من لا يتبعها فهو هالك في حياته وبالتالي لدفع هذا الضرر المحتمل يجب على الانسان ان يتحقق من صحة دعوى تلك الاديان ويبحث في ايها الطريق الصحيح الذي يدفع الضرر


3-       معرفة المنعم

والمقصود بهذا القول ان الانسان لابد ان يبحث عن مصدر الخير في حياته فيشكر للمنعم عليه بذلك كيف ونحن نرى البهائم التي هي اقل رتبة من الانسان اذا ما اطعمناها تصبح تتودد الينا وتدافع عنا وتحرسنا ؟ فكيف بالانسان الذي يعيش نعمة ميزته عن سائر الكائنات وهي نعمة العقل التي بها وجد له سلطان على كل ما حوله من خلق ؟ نعم قد يعترض شخص ويقول يجب علينا احراز النعمية قبل البحث عن المنعم وفي هذه الحال هو اثبت ما نريده الا وهو وجوب النظر.

وهذه هي الادلة الرئيسية وهناك ادلة ثانوية لا تعتبر دليلاً في نفسها ولكن معضداً قوياً لوجوب النظر .
4-       الكمال المعرفي

والمقصود بهذا الكلام ان الانسان دائماً يسعى [سواء بنزعة غريزية او بنزعة اخلاقية] لكي يكون كاملاً معرفياً لا ينقصه شيء ولذلك وجدنا المجتمعات البشرية تقدس من يملك معرفة اكثر بدون اختلاف بين البشر في ذلك وبما ان الاديان والفلسفة الالحادية يتنافسان امام الانسان في اعطائه صورة كاملة للحياة فلا بد ان يكمل الانسان معرفته بأحد تلك الصور المطروحة له من قبل الاطراف المتنازعة فكرياً في هذه المسئلة .

5-       المنظمات الاخلاقية المختلفة


والمقصود من هذا الكلام انه بما ان الالحاد والاديان كلاهما يطرح منظومة اخلاقية مختلفة عن الاخرى للتعامل بين الناس فيجب ان نبحث في ايهما الحق ونتبع منظومته الاخلاقية التي تؤثر علينا او نضع منظومة اخلاقية خاص بنا وعندها نصبح طرف ثالث في هذه المعادلة وطرحنا لمنظومة اخلاقية مختلفة عن الدين والالحاد يعني اننا بحثنا في المنظومتين المذكورتين وقررنا انهما غير مناسبتين وبالتالي ثبت وجوب النظر.


والحمد لله رب العالمين .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دليل الحدوث -مفصل-

ازلية الطاقة -محسن-

هل يوجد في القرأن اخطاء املائية او نحوية ؟