الرق في الاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين المعصومين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين

يكثر اثارة هذه الشبهة من الملاحدة الدهريين ومن اللبراليين واشباه المتعلمين كثيراً على الاسلام ولهذا فأني كتبت هنا رداً على هذه الشبهة اسئل الله ان يتقبله ويرزقنا ثوابه بحق محمد وال محمد

قبل الشروع في تبيان حقيقة الرق في الاسلام يجب ان يتخلى الانسان عن اي مقدمات باطلة في عقله فالاسلام ليس مبني على تفضيلات وعقول ناقصة وليس مبني على اساس فلسفي غربي لا يمت للواقع بصلة والاسلام غير مرتبط بما تبنته الدول الغربية بل ملتزم بما ينزل من الله وما يقال على لسان رسوله وعلى لسان اولياء الله الائمة الاثني عشر فقط وفقط ونقول فعلاً ان الاسلام عمل بالرق وشرعه وقننه ووضع له حدوداً وموازين ولا ننكر هذا الامر بعد ان اتضحت هذه المقدمة نقول :

1-ان الاسلام جعل الرق محصوراً بوجه واحد فقط وهو الكافر المقاتل ولم يجعله على اساس ان عرق اعلى من عرق وان العرق الاقل في خدمة العرق الاسمى ولا جعله على اساس وطني ولا عشائري وانما بناه على الدين فمن كان على دين الحق حرم استرقاقه ومن كان على دين الباطل وحارب الحق اباح نفسه للمسلمين لكن الاسلام  وسد الاسلام طرق الرق غير الصحيحة مثل التسليب او السرقة او الاسترقاق من الاغنياء للفقراء او استرقاق بيع النفس او استرقاق المقامرة او استرقاق العجز عن وفاء الدين وجعل الاستراق محصوراً فقط في الحرب بين المسلمين والكفار .

2-مع التقليص من منابع الرق في الاسلام فتح الاسلام موارد الغاء الرق وجعلها كثيرة منها استحباب عتق الرقبة وكفارات عن المسلمين وما شابه ويمكن مراجعة كتاب العتق من وسائل الشيعة ج16 لمعرفة موارد العتق

3-بعض موارد الرق جعلت للحفاظ على حياة  من يؤمن من الكفار وينتقل الى العيش في بلاد المسلمين بدون مصدر عيش ولا رعاية ولا حماية خصوصاً منهم النساء والاطفال ويدل على ذلك قول الامام السجاد :

وأما حق مولاك الجارية عليه نعمتك؛ فأن تعلم أن اللّه جعلك حامية عليه وواقية وناصرا ومعقلا. وجعله لك وسيلة وسببا بينك وبينه. فبالحري أن يحجبك عن النار فيكون في ذلك ثواب منه في الآجل ، ويحكم لك بميراثه في العاجل إذا لم يكن له رحم ، مكافأة لما أنفقته من (مالك) عليه وقمت به من حقه بعد إنفاق مالك. فان لم تقم بحقه خيف عليك أن لا يطيب لك ميراثه. ولا قوة إلاّ باللّه

رسالة الحقوق ص 32

5-ان الشيعة يؤمنون ان الاسترقاق امر راجع الى الامام فقط وفقط والامام بحكمة الله وعلمه له ان يختار بين ان يفدي الاسير او يقتله او يستعبده او يتركه حراً وليس الامر راجع الى المؤمنين
عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ :سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ
..... إِذَا وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ، وَأُثْخِنَ أَهْلُهَا ، فَكُلُّ أَسِيرٍ أُخِذَ فِي تِلْكَ الْحَالِ ، فَكَانَ فِي أَيْدِيهِمْ ، فَالْإِمَامُ فِيهِ بِالْخِيَارِ ، إِنْ شَاءَ مَنَّ عَلَيْهِمْ فَأَرْسَلَهُمْ ، وَإِنْ شَاءَ فَادَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ، وَإِنْ شَاءَ اسْتَعْبَدَهُمْ ، فَصَارُوا عَبِيداً ».

6-ان العبيد يجري على ذمتهم ما على ذمة الحر المؤمن فلو ان عبداً اجار قوماً وجب على كل المسلمين اداء ذلك الامان والوفاء به [ولو كان الاسلام يعاملهم معاملة غير انسانية لما اعارهم اهمية]
عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أنَّ عَلِيّاً عليه‌السلام أَجَازَ أَمَانَ عَبْدٍ مَمْلُوكٍ لِأَهْلِ حِصْنٍ مِنَ الْحُصُونِ ، وَقَالَ : هُوَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ».

7- مدح بعض الغربيين لنظام الرق الاسلامي حجة على من يريد ان يعيب على المسلمين وجود الرق عندهم يقول المؤرخ الفرنسي جوستاف لوبون
[[وانما الذي اراه صدقاً هو ان الرق عن المسلمين غيره عند النصارى فيما مضى وان حال الارقاء في الشرق افضل من حال الخدم في اوربة فالارقاء في الشرق يؤلفون جزءاً من الاسر ويستطيعون الزواج ببنات سادتهم احياناً كما رأينا ذلك سابقاً ويقدرون ان يتسنموا اعلى الرتب وفي الشرق لا يرون في الرق عاراً والرقيق فيه اكثر صلة بسيده من صلة الاجير في بلادنا ]]
حضارة العرب ص 387
ونقل كلام اقرانه من المؤرخين والعلماء المستشرقين المؤيدين لحسن الاسترقاق عند المسلمين

ويقال البروفيسور في جغرافيا الشرق جوين كامبل :

What was notably different from the slavery of the western world, however, was the degree to which they [slaves] were protected by Muslim law. When the law was observed, their treatment was good. They might expect to marry and have families of their own, and they had a good chance of being freed
the structure of slavery in Indian Africa and Asia- Gwyn Campbell- p4

الترجمة :
ما كان مختلف بشدة عن العبودية في العالم الغربي درجة الحماية التي يوفرها القانون الاسلام للعبد عندما كان القانون يراقب معاملتهم كات جيدة ومن الممكن ان يتزوجوا وينشئوا عوائل خاصة بهم ولديهم فرصة كبيرة بأن يتحرروا

الخلاصة :
عندما ينظر للعبيد في الاسلام يجب ان لا ينظر لهم مثل النظرة التي نراها في العبيد الغربيين على عكس العبودية الغربية العبودية تحت الاسلام كانت افضل واحسن وكانت تعامل العبد بمراعاة تامة على انه انسان ثم كون عبداً وهو له حماية من الشريعة وعليه ما عليه وله ما له على عكس العبودية الغربية التي كانت تبيح للسيد ان يفعل ما يشاء بعبيده بدون قانون او رادع او حقوق وهي كانت عقوبة دنيوية على مقاتلت الشخص للاسلام
ولعل قائل يقول ماذا عن هذا العصر وهل الاسلام يريد احياء العبودية من جديد نقول ان الاسلام متمثلاً بالامام العادل هو وحده من يقرر هل العبودية ترجع ام لا ولعل وهو الغالب ان الحاجة للعبودية منتفية اليوم ولا يوجد مصلحة للمسلمين ولا للاسلام بارجاعها فربما والله العالم ان الامام اذا ظهر لم يرجع العبودية لما يراه الامام من مصلحة وحاجة .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دليل الحدوث -مفصل-

ازلية الطاقة -محسن-

هل يوجد في القرأن اخطاء املائية او نحوية ؟